الجنوب برس
الدفاع عن هوية الجنوب العربي.. معركة وعي ووجود
كتب: عبدالفتاح فريد السقلدي
الهوية الجنوبية ليست مجرد شعارٍ سياسي أو اسمٍ جغرافي، بل روح وطنٍ وميراث أجيالٍ من النضال والتضحيات. هي التي شكّلت الشخصية الوطنية الجنوبية منذ فجر التاريخ، وصاغتها الثورة والمقاومة بدماء الشهداء الأبطال الذين رفضوا الذوبان في مشاريع التزييف والطمس التي استهدفت الجنوب وهويته لعقود طويلة.
اليوم، تتجدد المعركة في ميدانٍ جديد — معركة الوعي والهوية، بعد أن حاول خصوم الجنوب تحويلها من قضية وطن إلى قضية هامشية.
ولهذا، فإن الدفاع عن الهوية الجنوبية العربية هو دفاع عن الذاكرة والكرامة والوجود ذاته.
وفي هذا الإطار، ينبغي على المجلس الانتقالي الجنوبي، بصفته المفوّض الشعبي لحمل قضيتنا الوطنية، أن يتبنّى الهوية الجنوبية العربية بوضوحٍ وصراحة في كل أدبياته ونظامه الداخلي وتصريحاته الرسمية، وأن يجعلها محورًا ثابتًا في إعلامه المرئي والمقروء والمسموع. كما يجب أن تُسند للنقابات التعليمية والمؤسسات الأكاديمية مهمة ترسيخ الهوية الجنوبية العربية في مناهج المدارس والجامعات، ليكبر الجيل الجنوبي الجديد على وعيٍ نقيّ بتاريخ أمته وهويته الحرة.
وهنا فقط نستطيع أن نميّز من يناضل حقًا من أجل وطنٍ حرٍ ومستقل، ومن يكتفي بمعارضةٍ سياسية لتحسين مصالحه الشخصية أو موقعه داخل السلطة.
إن الهوية الجنوبية العربية هي الميزان الحقيقي الذي تُقاس به التوجهات والمواقف، فهي من تكشف صدق الانتماء، وتفرز المخلصين من الطامعين، وتُقيّم الأفراد والكيانات بقدر دفاعهم عنها والتزامهم بثوابتها الوطنية.
لقد آن الأوان لأن نخوض نضال الوعي والبناء الفكري بعد عقودٍ من محاولات طمس الحقيقة وتزييف التاريخ، لأن معركة الجنوب اليوم ليست فقط على الأرض، بل على الوعي والذاكرة والانتماء.
إن الدفاع عن هوية الجنوب العربي واجبٌ وطنيٌ مقدّس، وركيزة أساسية في معركة التحرير وبناء الدولة المنشودة على أرضٍ حرّة وهويةٍ خالدة.