الجنوب برس

مرض الحالات المستعصي.. مرض العصر..!
كتب: أبو اليسر هنيدي بن مبارك
إنّ مما ابتلينا به في هذا الزمان، لهو ما يمكن أن أطلق عليه ( مرض حالات الواتس )، فما يلبث الواحد منَّا بعد وضع حالته الوتسية إلَّا أن يتعاهدَها بالنظر والتكرار بين الحين والآخر، وذلك لكي يحصِي عددَ من شاهدَها وعدد من شاركَها وعدد من تفاعل معها برسالةٍ أو إشارةِ إيموجي أو غير ذلك.
ويا فرحتاه متى تخطَّت نسبةُ المشاهدات المائةَ والمئين، ويا حسرتاه إذا لم يجاوز عددُها الخمسين.
بل ويرقب بعضهم حالات الآخرين في الساعة تلو الساعة والثانية تلو الثانية، فما إن يرى النقطةَ الخضراء الدالة على ظهور حالة جديدة لجهات اتصاله، حتى يسارع في مشاهدتها ومعرفة ما أتى به واضع الحالة الجديدة.
ما الذي حدث لنا حتى صرنا هكذا في سَرَفٍ واستهتار عند استخدام هذا التسخير الرباني ــ الذي هو الوقت ــ وصرفه في غير موضعه، فلا يحافظ كبيرُنا على وقته؛ ولا يُعلَّمُ صغيرُنا أن يحافظ على وقته إلا من رحِم ربي.
شَغَلَتْنَا أنفُسُنا مع عدم التكليف، فما بالنا لا نشغلها مع التكليف؛ أو نتعذر بالتقصير الذي هو حجة علينا.
مرض معدي مستشري ، ولكن الحمدلله الذي ما أنزل داءً إلا وله دواء .. ودواء هذا المرض هو معرفة قيمة الوقت وأنه ليس من الحكمة تضييعه فيما لا ينفع، فضلًا عمَّا يضر.
إن من أعظم النعم أن يرزقك الله صحة وعافية وطول فراغ، وليس من الحكمة استغلال هذه النعم فيما لا ينفع، فكيف بمن يستغلها في معصية.
نعوذ بالله أن تُسلَب أعمارُنا ونحن تائهون في حنَادِس الضياع.
حملة ــ معالجة ــ مرض ــ الحالات.
السؤال.. هل أنا وحدي أعاني من هذا المرض أم الجميع ؟