13/09/2025

​"نداء السلام" تدعو القوى اليمنية لمصالحة وطنية على أسس الشراكة والمواطنة المتساوية.. وهذا لن يتم الا (بحل الدولتين) 

 

اخبار وتقارير الجنوب برس  

 

دعت "جماعة نداء السلام" "القوى السياسية اليمنية الفاعلة بأن تغلب المصلحة الوطنية على كل المصالح والاعتبارات، وأن تحكم الضمير والعقل، وتتجه إلى مصالحة وطنية شاملة وإلى حوار وطني يضع أسس الدولة اليمنية الحديثة، القائمة على أسس الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية والتبادل السلمي للسلطة عبر صناديق الانتخابات. فالسلطة ليست ملكاً لأحد، ولا يجب أن تكون حكراً على أحد. فهي شأن عام للشعب كله، يختار الأصلح من بين أبنائه، ليدير شأنه العام، لفترة زمنية يحددها الدستور. بهذا نصون وحدتنا ونحافظ على تماسكنا الاجتماعي ونحمي وطننا وسيادته في وجه أي عدو خارجي".

جاء ذلك في بيانها حول "دلالة استمرار العدوان الإسرائيلي وتوسع مداه"،.. مناشدة "القوى الحية في أمتنا العربية النظر بجدية إلى المخاطر المحدقة بها جميعها، والتصرف إزاءها من موقع الدفاع المشروع عن النفس وعن الوجود، في مواجهة الإعلان الصهيوني المدعوم أميركيا عن مشروع (الشرق الأوسط الكبير)، وعن نوايا التوسع في الوطن العربي لإقامة دولة الكيان الصهيوني من النيل إلى الفرات".

وجاء في نص البيان:"لم تكد تمضي أيام قلائل على البيان السابق لجماعة نداء السلام، الصادر في 31 أغسطس الماضي، الذي كُرِّس للتنديد بالعدوان على العاصمة صنعاء وعدد من المناطق اليمنية الأخرى، حتى جدد العدوان، بصلف وعنجهية متزايدة، هجماته على الأحياء السكنية والأعيان المدنية في العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف وغيرها من المناطق المحيطة، متعمدا إلحاق أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين الأبرياء في الأحياء والأسواق الشعبية والأجهزة والمرافق المدنية، ومنها وسائل الإعلام، متسببا بعدوانه الآثم في استشهاد عدد من الشيوخ والنساء والأطفال وعدد كبير من الصحفيين، علاوة على إداريي مرافق مدنية خدمية عامة في اليمن. مضيفا بذلك إلى سجله الإجرامي، في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية المتعددة الصور والأشكال في غزة وكل أنحاء فلسطين المحتلة، مضيفا فصولا جديدة من الإجرام على مرأى ومسمع من العالم كله.

إن هذا العدوان المدان والمستنكر، جملة وتفصيلا، وما سبقه وما سيتلوه، ما كان للعدو أن يشنه لولا الشراكة الكاملة للولايات المتحدة الأميركية، بوصفها القوة الأولى في العالم، التي تقود حلف شمال الأطلسي وتعلن صراحة تكفلها بتوفير الحماية المطلقة للكيان الصهيوني وإسناده ومشاركته في كل جرائمه، تخطيطاً وتمويلاً وتنفيذاً. وهذه الشراكة لم تعد تحتاج إلى دليل، فالعدوان الصهيوني على قطر، من ألفه إلى يائه، تم بطائرات حربية أميركية، واتخذت مسارها وصولاُ إلى الدوحة في أجواء دول تتواجد فيها قواعد عسكرية أميركية، وتزودت بالوقود في الأجواء ذهاباً وإياباً بطائرات تزويد أميركية. مما شجع ويشجع الكيان الصهيوني الغاصب على توسيع مدى عدوانه، ليشمل مستقبلاً دولا ًعربية وإقليمية جديدة، بعد فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وإيران وقطر. ولم يسلم من عدوانه، بسبب الدعم والتشجيع الأميركيين، لم يسلم حتى (أسطول الصمود) الذي يحمل المتطوعين من أحرار العالم، المتجهين لفك الحصار عن غزة، لم يسلم هو الآخر من عدوان هذا الكيان الصهيوني المنفلت، المتمرد على كل قوانين الأرض وشرائع السماء. حيث اعتدى عليه في الميناء التونسي أكثر من مرة.

وقد بلغ تحيز الولايات المتحدة الأميركية للكيان الصهيوني مدى غير مسبوق، عندما حالت دون أن يتضمن البيان الصادر مؤخراً عن مجلس الأمن أية إشارة إلى الكيان الصهيوني، بالاسم أو بالصفة، في عدوانه الآثم على الدوحة. وهو العدوان الذي ندينه بكل قوة وندين الهدف منه، المتمثل باغتيال وفد حماس المفاوض. وهو ما أعاد التأكيد بوضوح قاطع بأن أميركا ليس لها حليف أو صديق في العالم، مهما بلغت درجة علاقته بها، يمكن أن يقترب من مستوى علاقتها بالكيان الصهيوني الغاصب

وهنا تجدد جماعة نداء السلام التحذير من المصير الذي ينتظر العالم بأسره، نتيجة لعجز الأمم المتحدة عن الوقوف بحزم في مواجهة السلوك الأميركي الهادف إلى فرض إرادته ومصالحه بالقوة، على حساب مصالح وأمن واستقرار دول العالم كله، وعجزها عن لجم الكيان الصهيوني والحد من عدوانيته وتوحشه وتمرده على كل القوانين والأعراف الدولية، مطمئناً إلى أنه لن يدفع ثمناً لجرائمه، ولن يجرؤ أحد في العالم على معاقبته، مادامت الولايات المتحدة الأميركية حامية وداعمة له، وشريكة له في جرائمه.

وفي هذا السياق، نذكر بأن جماعة نداء السلام سبق أن نبهت مرارا وتكرارا إلى المخاطر الشديدة التي تهدد مصير اليمن، في هذا الواقع الدولي والإقليمي الموبوء، إذا ما استمر التمزق الداخلي فيه، وإذا ما استمرت المكايدات السياسية تتحكم بمواقف القوى السياسية اليمنية تجاه الأوضاع المأساوية داخل وطنها، ولم تبادر إلى إيجاد الحلول الموضوعية للأزمة المعقدة التي تتخبط فيها بلادنا منذ أكثر من عقد من الزمان، والتي لم تقتصر انعكاساتها السلبية على الشأن الداخلي اليمني فحسب، بل وانعكست لأول مرة، مع الأسف الشديد، على الموقف التاريخي الثابت لليمن تجاه القضية المركزية للأمة العربية، وهي قضية فلسطين المحتلة، وعلى الموقف مما يجري فيها حاليا، ولا سيما في غزة والضفة الغربية، من إبادة جماعية وصراع وجودي، ستحدد نتائجهما مصير فلسطين وشعبها، كما ستحدد مصير المنطقة كلها.

إننا نناشد القوى السياسية اليمنية الفاعلة بأن تغلب المصلحة الوطنية على كل المصالح والاعتبارات، وأن تحكم الضمير والعقل، وتتجه إلى مصالحة وطنية شاملة وإلى حوار وطني يضع أسس الدولة اليمنية الحديثة، القائمة على أسس الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية والتبادل السلمي للسلطة عبر صناديق الانتخابات. فالسلطة ليست ملكاً لأحد، ولا يجب أن تكون حكراً على أحد. فهي شأن عام للشعب كله، يختار الأصلح من بين أبنائه، ليدير شأنه العام، لفترة زمنية يحددها الدستور. بهذا نصون وحدتنا ونحافظ على تماسكنا الاجتماعي ونحمي وطننا وسيادته في وجه أي عدو خارجي.

 

كما نناشد القوى الحية في أمتنا العربية النظر بجدية إلى المخاطر المحدقة بها جميعها، والتصرف إزاءها من موقع الدفاع المشروع عن النفس وعن الوجود، في مواجهة الإعلان الصهيوني المدعوم أميركيا عن مشروع (الشرق الأوسط الكبير)، وعن نوايا التوسع في الوطن العربي لإقامة دولة الكيان الصهيوني من النيل إلى الفرات.

الرحمة لشهداء الأمة والشفاء لجرحاها، والتحية لشعوب العالم وحكوماته، المناصرة لقضايانا العادلة، والتقدير والإجلال للمشاركين في (أسطول الصمود)، الذين يمثلون الضمير الإنساني الحي، في زمن غفت فيه الضمائر، أو ماتت".

ونحن نشد على ايدي الموجهين لنداء السلام اذا كنتم تريدوا تنجحوا بتحقيق اهدافكم السامية والداعية للسلام فلابد ان تتبنوا مشروع حل الدولتين فك الارتباط بشكل سلس وبدون ذلك لن تنعم اليمن والمنطقة بالسلام.