الجنوب برس

بينها إعادة جماعة الرئيس هادي.. الجنوب أمام 3 سيناريوهات مصيرية
اخبار وتقارير الجنوب برس
قال المحلل السياسي والباحث في الأكاديمية الروسية بموسكو، د. علي الزامكي، إن المجلس الانتقالي الجنوبي، صاحب السيطرة والحاضنة الأكبر في الجنوب، يواجه اليوم ثلاثة سيناريوهات محتملة، في ظل استمرار الأوضاع السياسية والعسكرية المعقدة في اليمن، مشيرًا إلى أن جماعة الرئيس عبد ربه منصور هادي مرشحة للعودة إلى واجهة المشهد السياسي، بدعم من قوى إقليمية ودولية، في حال فشل الانتقالي في إثبات نفسه كشريك دائم وفاعل في أي تسوية قادمة.
وأوضح الزامكي في تصريح لـ"الأيام" أن السيناريو الأول يتمثل في استمرار المجلس الانتقالي بالاعتماد على أدواته السياسية والعسكرية والأمنية الحالية، وهو ما اعتبره خيارًا "مدمرًا شعبيًا وأخلاقيًا ووطنياً"، بالنظر إلى بعض الأخطاء في تكريس المناطقية، وما تتيحه من بيئة خصبة للاحتراب الداخلي وتقسيم الجنوب، على حد وصفه.
وأضاف أن هذا السيناريو "يرفع منسوب التوتر المناطقي بصورة بشعة"، ويؤدي إلى فقدان الانتقالي لحاضنته الشعبية، التي قال إنها "تعرضت للتآكل نتيجة سلوكيات بعض القيادات الضيقة الأفق، التي رأت في السياسة مجرد شطارة، ودفعت بالجنوب إلى المجهول"
أما السيناريو الثاني، وفق الزامكي، فيتمثل في قبول الانتقالي بمشروع دولة الأقاليم المعدلة (من ستة إلى أربعة أو ثلاثة أقاليم)، وهو خيار مرهون بنجاح التسوية السياسية الشاملة، وخصوصًا بموقف جماعة الحوثي من تلك التسوية، قائلا: "في حال وافق الحوثي على التسوية، فإن الانتقالي قد يُستدعى كشريك لتمثيل الجنوب، لكن بنسب أقل مما كان يتمتع به الرئيس هادي، وفي شراكة قصيرة الأمد قد يتم التخلص منها لاحقًا كما حدث مع الحزب الاشتراكي اليمني بعد الوحدة".
وأشار إلى أن قوى التحالف قد تستثمر الانتقالي "كشريك مؤقت" قبل أن تعيد جماعة الرئيس هادي إلى المشهد، واصفًا إياهم بـ"الأكثر توازنًا ومرونة، والأقرب للقبول من قبل القوى الشمالية"، لا سيما في ظل ما وصفه بـ"العقلانية التي تتعامل بها جماعة هادي مع الواقع اليمني". - والحفاظ على الوحدة تحت مسمى الاقاليم الذي تمخض عنها الحوار وهو الذي يفهم من السياق-.
وأضاف: "إذا دخل الانتقالي هذه التسوية من موقع الضعف، فإن مصيره سيكون الخروج التدريجي من السلطة، تمامًا كما حدث مع شركاء سابقين"، لافتًا إلى أن افتعال المعارك على الحدود الجنوبية الشمالية قد يصب في مصلحة مشتركة بين الحوثي وبعض الجنوبيين، لتعطيل أي تسوية سياسية مفروضة.
وفيما يخص السيناريو الثالث، اعتبر الزامكي أنه "الخيار الأفضل والأكثر نجاعة"، ويتمثل في إقدام الانتقالي على تغيير أدواته الحالية واستبدالها برجال دولة من مختلف المحافظات الجنوبية الست، وتشكيل فريق وطني متخصص لوضع رؤية استراتيجية متكاملة ومزمنة للمشروع الجنوبي.
وقال: "المطلوب هو صياغة رؤية سياسية شاملة تنطلق من أسس علمية ومؤسسية، لبناء قوات مسلحة وأجهزة أمنية وطنية، وتجاوز الأدوات الراهنة التي باتت عبئًا ثقيلًا على المشروع الوطني الجنوبي".
وانتقد الباحث ما وصفه بغياب الدراسة الوطنية الرشيدة لدى بعض قيادات المجلس الانتقالي، مشيرًا إلى أن "التقييمات السياسية لدى البعض تُبنى على شعارات الإعلام وليس على قراءات واقعية لمعادلات القوة أو توجهات الشارع".
وأضاف: "الانتقالي يمتلك قوة عسكرية وأمنية، لكنها مبعثرة ومتعددة الولاءات، ومن السهل تفكيكها من قبل الداعم الإقليمي إذا قرر ذلك. كما أن الحاضنة الشعبية تم تآكلها بفعل الخطاب المناطقي والعقليات غير الوطنية، حتى باتت المناطقية تُمارس اليوم على مستويات قيادية عليا، لا على مستوى الشارع فقط".
وحذر الزامكي من أن استمرار المجلس بالآليات والأدوات الحالية قد يقود إلى ما وصفه بـ"الموت السريري" للانتقالي، مؤكدًا أن أي تسوية سياسية لا تراعي مشروعًا وطنيًا جنوبيًا متكاملًا ستكون خاسرة للانتقالي، سواء شارك فيها أو تم استبعاده منها.
وختم الباحث تصريحه بالتأكيد على أن الفرصة الوحيدة المتبقية أمام المجلس هي في حال تعثر التسوية السياسية بسبب موقف الحوثي، وهو ما يمكن أن يستثمره المجلس لصالحه، عبر إعادة ترتيب صفوفه الداخلية وتقديم مشروع جامع تنخرط فيه محافظات كحضرموت وعدن وشبوة بدور محوري في بلورة رؤية جنوبية جديدة. عن "الأيام"